تعتبر القهوة من أكثر السلع الزراعية تداولًا على مستوى العالم، وتلعب دورًا مهمًا في اقتصادات العديد من الدول العربية. في هذا المقال، نستعرض حجم تجارة القهوة، بما في ذلك استيراد حبوب البن الخضراء، عمليات التحميص، والطلب المتزايد على القهوة المختصة في السعودية، الكويت، قطر، الإمارات، مصر، والأردن.
السعودية:
تعد المملكة العربية السعودية أكبر سوق للقهوة في الشرق الأوسط، حيث تشهد نمواً كبيراً في استهلاك القهوة. وفقًا لتقرير صادر عن وزارة التجارة السعودية، بلغت واردات القهوة في المملكة حوالي 73 ألف طن من حبوب البن الخضراء في عام 2022، بقيمة 1.16 مليار ريال سعودي (ما يعادل 310 مليون دولار أمريكي).
تأتي القهوة المستوردة في السعودية من دول منتجة مثل البرازيل، إثيوبيا، وكولومبيا. هذا، وازداد استهلاك القهوة المختصة في المملكة بنسبة 4.5% سنويًا، مع انتشار المقاهي المختصة التي تقدم أنواعًا مختلفة من التحميص والقهوة. وقد أدى هذا إلى زيادة في الطلب على حبوب البن الخضراء الممتازة، التي تشكل 15% من إجمالي واردات القهوة.
الإمارات العربية المتحدة:
تحتل الإمارات مكانة بارزة في تجارة القهوة، ليس فقط كدولة مستوردة ولكن أيضًا كمركز رئيسي لإعادة تصدير القهوة إلى الأسواق المجاورة. بلغت واردات حبوب البن الخضراء إلى الإمارات أكثر من 30 ألف طن في عام 2022، بقيمة 367 مليون درهم (حوالي 100 مليون دولار أمريكي).
تشير إحصائيات غرفة تجارة دبي إلى أن الإمارات تعد أيضًا مركزًا لإعادة تصدير القهوة إلى دول الخليج الأخرى، حيث تصل قيمة إعادة التصدير إلى أكثر من 50 مليون دولار أمريكي سنويًا. القهوة المختصة هي واحدة من أسرع القطاعات نموًا في السوق الإماراتي، حيث أبلغت المقاهي والمطاحن المحلية عن زيادة الطلب على الحبوب الممتازة بنسبة 8% سنويًا.
الكويت:
الكويت، رغم صغر حجمها، تتمتع بسوق نشط للقهوة. تستورد الكويت حوالي 22 ألف طن من حبوب البن الخضراء سنويًا، بقيمة تقدر بحوالي 70 مليون دولار أمريكي وفقًا لإحصائيات مركز التجارة الدولي (ITC).
القهوة المختصة أيضًا تشهد نموًا ملحوظًا في الكويت، حيث ازداد عدد المقاهي التي تقدم تحميصًا خاصًا وحبوب قهوة فاخرة. معظم الواردات تأتي من البرازيل، وفيتنام، وكولومبيا، مع زيادة في الطلب على القهوة الإثيوبية المختصة.
قطر:
تشهد قطر زيادة مستمرة في الطلب على القهوة، وخاصة القهوة المختصة. بلغت واردات حبوب البن الخضراء إلى قطر حوالي 16 ألف طن في عام 2022، بقيمة تصل إلى 50 مليون دولار أمريكي، وفقًا لتقرير غرفة تجارة قطر.
الطلب المتزايد على القهوة المختصة والتحميص المحلي أدى إلى نمو سريع في قطاع المقاهي المتخصصة في قطر، مع زيادة سنوية في استهلاك الحبوب الفاخرة بنسبة 6.2%. تستورد قطر معظم القهوة من دول مثل البرازيل وكولومبيا، ولكنها بدأت في الاستيراد أيضًا من إثيوبيا وكينيا لتلبية الطلب المتزايد على القهوة الإفريقية المختصة.
مصر:
على الرغم من أن الشاي هو المشروب التقليدي الأكثر استهلاكًا في مصر، إلا أن القهوة بدأت تكتسب شعبية كبيرة، خاصة بين الشباب. بلغت واردات حبوب البن الخضراء في مصر حوالي 44 ألف طن في عام 2022، بقيمة تقدر بحوالي 150 مليون دولار أمريكي، وفقًا لتقارير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
تتم معالجة وتحميص معظم هذه الحبوب محليًا، حيث تحظى القهوة التركية والإسبريسو بشعبية كبيرة في المقاهي المحلية. معظم واردات مصر من القهوة تأتي من البرازيل وفيتنام، مع وجود طلب متزايد على القهوة المختصة من إثيوبيا وكولومبيا.
الأردن:
في الأردن، القهوة جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية. استوردت المملكة حوالي 12 ألف طن من حبوب البن الخضراء في عام 2022، بقيمة تبلغ 35 مليون دولار أمريكي، وفقًا لتقرير غرفة تجارة الأردن.
على الرغم من الاعتماد الكبير على القهوة التقليدية، إلا أن قطاع القهوة المختصة يشهد نموًا ملحوظًا. ارتفع عدد المقاهي التي تقدم قهوة مختصة وتحميصًا محليًا بنسبة 3.8% سنويًا، ما يعكس تزايد الاهتمام بالجودة والتنوع في استهلاك القهوة.
التحميص المحلي واتجاهات السوق:
مع تزايد الطلب على القهوة في هذه الدول، بدأت العديد من الشركات المحلية بالتركيز على التحميص المحلي. هذا الاتجاه يعزز القيمة المضافة على المستوى المحلي، ويتيح للمستهلكين الحصول على قهوة طازجة عالية الجودة. على سبيل المثال:
- في السعودية، تشير الإحصائيات إلى أن 70% من حبوب البن الخضراء المستوردة يتم تحميصها محليًا.
- في الإمارات، ازداد عدد المطاحن المحلية المتخصصة في القهوة المختصة بنسبة 25% خلال السنوات الخمس الماضية.
التحديات والفرص:
على الرغم من النمو الكبير في الطلب على القهوة، هناك بعض التحديات التي تواجه الأسواق العربية، منها:
- التقلبات في أسعار القهوة العالمية: تعتمد معظم الدول العربية على استيراد حبوب البن، مما يجعلها عرضة لتقلبات الأسعار العالمية. قد يؤثر ذلك على تكلفة الاستيراد والتوزيع.
- الجودة والاستدامة: مع تزايد الطلب على القهوة المختصة، تزداد الحاجة إلى مصادر قهوة مستدامة وعالية الجودة. الدول العربية بدأت تدرك أهمية الاستدامة في سلسلة التوريد، مما دفع البعض للبحث عن موردين يقدمون قهوة معتمدة بشهادات استدامة.
تواصل القهوة النمو كأحد المشروبات الأكثر شعبية في الدول العربية. مع تزايد الطلب على القهوة المختصة والتحميص المحلي، أصبح من الواضح أن صناعة القهوة تمثل فرصة اقتصادية كبيرة في المنطقة. تشهد دول مثل السعودية والإمارات نموًا ملحوظًا في واردات حبوب البن الخضراء، بينما تتبنى دول أخرى مثل قطر والكويت التحميص المحلي لتلبية احتياجات المستهلكين. في النهاية، يمكن القول إن تجارة القهوة في العالم العربي تمثل قطاعًا ناميًا يتسم بفرص كبيرة للنمو والاستثمار.
اترك تعليقاً